×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

عباد الله، إننا نعيش في هذه البلاد ولله الحمد في أمن وأمان وصحة في الأبدان وأمن في الأوطان، ومن حولنا يتخطفون، البلاد القريبة منا قامت فيها حروب طاحنة وفتن ظالمة، فعلا نخاف أن يصيبنا مثل ما أصابهم فعلينا أن نحاسب أنفسنا ولا نغتر بإمهال الله سبحانه وتعالى لنا فإن الله يمهل ولا يهمل، إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. فلا نغتر بما أعطانا الله؛ لئلا يكون ذلك استدارجًا لنا، فعلينا أن نحاسب أنفسنا وأن نشكر الله على نعمته، وأن نحافظ على طاعته وأن نخاف من أن يصيبنا مثل ما أصاب جيراننا ومن حولنا، وما ذلك عنا ببعيد، فعلينا أن نخاف الله نحن عندنا مخالفات وعندنا ذنوب كثيرة وعندنا أشياء عظيمة، ولولا إمهال الله سبحانه وحلمه علينا: ﴿وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرَۢا [فاطر: 45]، إن البلاد المجاورة لنا كانت تنعم بنعم كثيرة أكثر من عندنا، وكنا فقراء في هذه البلاد، كما تعلمون كنا فقراء محتاجين نذهب إلى البلاد الأخرى لطلب لقمة العيش والآن تغير الأمر فصاروا هم في بلاء وشدة وفقر وصرنا ولله الحمد في نعمة وفي خير كثير، 


الشرح