والله جل وعلا يقول: ﴿وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ
نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 140]، أفلا نخشى أن تسلب منا هذه النعمة بالعقوبة فنكون مثل
غيرنا، أو أشد من غيرنا ولا نستبعد أن تكون عقوبتنا أشد؛ لأننا عرفنا الحق وعشنا
في الحق، فإذا تنكرنا له وتغيرنا عليه فإن عقوبتنا تكون أشد؛ لأنه ليس من يعلم كمن
لا يعلم، فعلينا أن نتقي الله سبحانه ونقيد نعمه بالشكر، ونحاسب أنفسنا ونأخذ على
أيدي سفهائنا، ونأخذ على يد من في بيوتنا إلى طاعة الله وترك معاصي الله: «كُلُّكُمْ
رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([1]).
فاتقوا الله عباد الله واحذروا من العقوبات، واحذروا من المثلات واحذروا من
الكوارث ومن المهالك، فإنها تشتعل يمينكم وشمالكم وقريبًا منكم فاتقوا الله عباد
الله.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (853)، ومسلم رقم (1829).
الصفحة 2 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد