الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم
تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، وتفكروا
في سفركم ومسيركم إلى الله واستعدوا لذلك بزاد التقوى كما أمركم الله فمن الناس من
لا يؤمن بالآخرة وينكر البعث والنشور وينكر الجنة والنار وهؤلاء الدهرية الذين
يقولون ﴿وَقَالُواْ مَا
هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا وَمَا يُهۡلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ
وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ [الجاثية: 24] ومن الناس من
يؤمن بالآخرة لكنه لا يستعد لها وإنما يهتم بدنياه ولا يهتم بآخرته، قال تعالى: ﴿وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ
ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ ٦ يَعۡلَمُونَ ظَٰهِرٗا مِّنَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ
عَنِ ٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ غَٰفِلُونَ ٧﴾ [الروم: 6- 7]، هم يؤمنون بها لكنهم يغفلون عنها
ولا يهتمون إلا بدنياهم ويسخرون لها كل قواهم وصحتهم يسخرون كل قواهم وصحتهم
وإمكانياتهم للدنيا ويسخرون عقولهم وأفكارهم للدنيا ولا تطرأ الآخرة لهم على بال،
ومن الناس من يؤمن بالآخرة ويعمل لها لكن يكون عمله ضعيفًا وقليلاً وتكون عليه
سيئات وذنوب فلا يتوب منها ولا يحاسب نفسه ولا يصفي حسابه في هذه الدنيا قبل
الانتقال إلى الآخرة فهذا على خطر والعياذ بالله، ومن الناس من وفقه الله فعلم
لماذا خُلِق؟ وبماذا أُمِر؟ وأين يسير؟ وأين ينتهي؟ فاستعد لذلك واستغل حياته
لآخرته، فإن الدنيا مزرعة للآخرة ومن ضيع
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد