خطر البدع
وشؤمها
الجمعة 30/12/1427
الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة، شرع لنا دينًا قويمًا وهدانا صراطًا
مستقيمًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا يخفى عليه شيء في الأرض
ولا في السماء وكفى بالله عليمًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واشكروه
على نعمه فقد هداكم صراطًا مستقيمًا، وشرع لكم دينًا قويمًا فتمسكوا به وداوموا
عليه قال الله جل وعلا: ﴿شَرَعَ لَكُم
مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا
وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ
وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ﴾ [الشورى:13]، فدين الأنبياء واحد وهو توحيد الله جل وعلا وإفراده بالعبادة
وإن اختلفت شرائع الأنبياء في كل وقت بحسبه فإن الدين واحد، فعبادة الله هي عبادته
في كل وقت بما شرع في ذلك الوقت، وهكذا دين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام دين
التوحيد، ودين إفراد الله بالعبادة والابتعاد عن الشرك والبدع والمحدثات؛ وذكر في
هذه الآية أنه شرع لنا من الدين ما وصى به هؤلاء الخمسة أولي العزم نوحًا عليه
السلام وهو أول الرسل وإبراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى بن مريم ومحمدًا عليهم
الصلاة والسلام كما قال تعالى في الآية الأخرى: ﴿وَإِذۡ
أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ مِيثَٰقَهُمۡ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٖ وَإِبۡرَٰهِيمَ
وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۖ﴾ [الأحزاب: 7]، فهؤلاء
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد