الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أنه يباح من التصوير ما دعت إليه الضرورة خاصةً لقوله تعالى: ﴿وَقَدۡ فَصَّلَ لَكُم مَّا
حَرَّمَ عَلَيۡكُمۡ إِلَّا مَا ٱضۡطُرِرۡتُمۡ إِلَيۡهِۗ﴾ [الأنعام: 119] فيقتصر على موضع الضرورة وذلك
بالنسبة للرجال فيصور الرجل للضرورة كالبطاقة الشخصية أو رخصة القيادة أو الأمور
التي لا يحصل عليها من مصالحه الضرورية إلا بالصورة، فهذا يباح للضرورة، أما
المرأة فلا تصور بحال من الأحوال لا في بطاقة ولا في غيرها لما في ذلك من الفتنة
الشديدة فعليكم أن تتنبهوا لهذا الأمر، التصوير أصله حرام لكن هذه الصور التي تداس
أو يجلس عليها أو تمتهن فهذه لا حكم لها لأنها ممتهنة ولا يتعلق بها تعظيم ويزول
المحذور فيها فهي ممتهنة وذلك مثل الصور التي في الفرش أو الصور التي على السلع،
الإنسان يشتري السلعة ليس قصده الصورة، إن كان قصده الصورة هذا حرام أما إن كان
قصده السلعة قصده علبة الحليب أو ما شبه ذلك من السلع وعليها صورة فإنه يأخذ ما
يريد ويترك الصورة ويمزقها أو يلقيها في الزبالة فتكون ممتهنةً لا قيمة لها فعليكم
أن تتنبهوا لهذا الأمر ولا تقولوا لماذا تقول التصوير حرام والناس يصورون في
الجوازات وفي البطاقة؟ نقول هذه ضرورية
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد