الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا..
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن هذه الأركان الخمسة أركان الإسلام تملأ حياة المسلم كلها فلا يبقى فيها فراغ
للهو واللعب والضياع فالشهادتان يلازمان المسلم في كل أحواله لا يتخلى عن
الشهادتين لحظة من اللحظات فهو يشهد أن لا إله إلا الله بلسانه وبقلبه وبأعماله
فهو ملازم للشهادتين في كل أحواله لا يتخلى عنهما والصلاة تتكرر، الصلوات الخمس
تتكرر على المسلم في اليوم والليلة خمس مرات وصلاة الجمعة تتكرر في كل أسبوع
والزكاة تتكرر في كل سنة، والصيام يتكرر كل سنة والحج في العمر مرةً على المستطيع
وما زاد فهو تطوع فهي تملأ حياة المسلم كلها ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ
الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ،
مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَت الْكَبَائِرَ» ([1]).
وقال عن ربه عز وجل أنه قال في الصيام: «الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد