الخطبة
الثانية
الحمد لله على نعمه الكثيرة وأشكره على إحسانه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى
رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى تحضرنا
الآن حادثتان مروعتان تنذران وراءهما من الشرور والفتن.
الحادثة الأولى: ما جرى في الخليج من هذا الإعصار المدمر الذي أهلك الحرث والنسل إلا ما شاء الله وأنتم تشاهدونه في الشاشات هل تشاهدونه للتفرج ولا تشاهدونه للاعتبار والاتعاظ، ليس للتفرج، وإنما هو للاعتبار والاتعاظ؛ ليقيم الله عليكم الحجة والعبرة حتى تتعظوا إن كانت لكم عقول تعقلون بها فلا تمر علينا هذه الحادثة وننساها بل إنها والله منذرة لما هو أشد منها لأن الله على كل شيء قدير، والله يغار على محارمه ولا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته لا أحد أغير من الله سبحانه على محارمه ولكنه يمهل ولا يهمل فما حدث مما تشاهدونه وتسمعونه من هذا الإعصار المروع فيه عبرة لكم هذه المرة قصر عنكم وفي المرة الثانية ربما لا يقصر عنكم بل ربما يبدأ بكم فاتقوا الله عباد الله واعتبروا وخافوا من الله سبحانه وتعالى وادعوا لإخوانكم بالفجر وادعوا لإخوانكم بالشفاء مما أصابهم واعتبروا في أنفسكم.
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد