في الرد على
من يسوي بين الرجل والمرأة فيما فرق الله بينهما فيه
الجمعة 30/ 10/ 1426
الحمد لله الذي قَدَّرَ فهدى، خلق الزوجين الذكر والأنثى، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله النبي المصطفى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادة النجباء، وسلم
تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ
مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا﴾ [النساء: 1] قال تعالى: ﴿مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ
مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم
بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [النحل: 97] قال تعالى ﴿إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِينَ وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ
وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ﴾
[الأحزاب: 35] إلى قوله تعالى: ﴿أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا﴾ [الأحزاب: 35] فالله سوى بين المرأة والرجل في
العمل الصالح وجعل لهم الثواب على حد سواء وفي الأجر على حد سواء، وأوجب على
الرجال والنساء أن يطيعوه ويتقوه، وأن يؤدوا ما فرض الله عليهم ويتجنبوا ما حرم
الله عليهم، سواء بسواء لا فرق بين الرجل والمرأة في ذلك، وأعطى للمرأة حقوقًا
كانت مهضومةً في الجاهلية، فجعل لها حق اختيار الزوج الذي يناسبها وهو
الشرح