الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي
إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن من آداب تلاوة القرآن أيضًا أن الإنسان إذا قرأه بتؤدة، يقرؤه بتؤدة آية آية،
ولا يقرؤه متوسطًا بين الهذ والهذرمة، وبين التحطيط والتمديد، بل يتوسط الإنسان في
قراءته مجودًا، مجودًا من اللحن ومجودًا بمصطلحات التجويد من غير غلو ومن غير
تفريط هكذا تكون تلاوة القرآن كان صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن قراءةً مفسرةً
يقف عند رأس كل آية، ويسأل ربه عند آية الرحمة ويستعيذ عند آية العذاب، فاقتدوا
بنبيكم صلى الله عليه وسلم ولا يكن هم الإنسان الفراغ من السورة أو ختم القرآن
فقط، وإنما يكون همه الاستفادة من تلاوة القرآن، حينما يمر على هذه الآيات العظيمة
الوعد والوعيد والجنة والنار والدنيا والآخرة وقصص الأمم السابقة والقصص للمستقبل،
وما يحدث في المستقبل وما يكون في الآخرة من النعيم والعذاب من الحساب من الصراط
من الميزان من تطاير الصحف بالأيمان أو بالشمال يتذكر الإنسان.
كل هذا موجود في القرآن أنزل علينا لنتدبره ولنعمل به ولنؤمن بمتشابهه
ونعمل بمحكمه علينا أن نهتم بدراسة القرآن،
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد