وإذا سمعت القرآن يُقرأ إما من شخص أو من الإذاعة، فعليك أن تصغي وأن تستمع
قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ
فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، إن الكفار
كانوا يلغون عند تلاوة القرآن: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ لَا تَسۡمَعُواْ لِهَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَٱلۡغَوۡاْ فِيهِ لَعَلَّكُمۡ
تَغۡلِبُونَ﴾ [فصلت: 26]، أما المؤمن فإنه ينصت ويصغي ويستمع للقرآن؛ لأن القرآن
يخاطبه.
القرآن يعنيه لا يعني أحدًا غيره كل قارئ أو سامع يجب عليه التدبر يجب عليه
التدبر، فإن القرآن يعنيه فعليه أن يتنبه لذلك، فاتقوا الله عباد الله، واعتبروا
بمرور الليالي والأيام فإن شهركم قد انتصف ففكروا، فكروا رحمكم الله ما قدمتم في
النصف الأول وأحسنوا في النصف الأخير واستغلوا شهركم بما ينفعكم في آخرتكم إن هذا
الشهر كغيره من الشهور يمر وينقضي وهكذا تنقضي الأعمار بسرعة فعلينا أن نستغل
الأيام قبل فواتها وأن نستفيد من هذه المواسم العظيمة، والأوقات الجليلة فلا تمر
علينا وتخرج فارغةً ليس فيها إلا الآثام فعلينا أن نعتبر وأن نتذكر وأن نعلم أن
مرور الأيام إنما هو محسوب من أعمارنا وأنها تقربنا من آجالنا فلنتب إلى الله عز
وجل ونتوب مما مضى ونستغفر الله ونحسن في المستقبل فإن الأعمال بالخواتيم.
ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله...
***
الصفحة 2 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد