×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 ابتلاء الله العباد بالفتن

الجمعة 12/10/1427

الحمد لله رب العالمين، حذرنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم السر والعلن، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أمرنا عند ظهور الفتن بالتمسك بالكتاب والسنن، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢ وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ ٣ [العنكبوت:2، 3]، إن الله سبحانه وتعالى يجري الفتن على عباده؛ ليتميز الصادق في إيمانه الصابر على دينه، المتمسك بسنة نبيه من المنافق أو ضعيف الإيمان الذي يتزعزع عند الفتن ولا يثبت على دينه والله سبحانه وتعالى حكيم عليم يجري على عباده ما يميز هذا عن هذا: ﴿لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجۡعَلَ ٱلۡخَبِيثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضٖ فَيَرۡكُمَهُۥ جَمِيعٗا فَيَجۡعَلَهُۥ فِي جَهَنَّمَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ [الأنفال: 37]، فلنحذر من الفتن كما حذرنا الله ورسوله قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ». فَقُلْتُ: مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «كِتَابُ اللهِ» ([1])، وقال: «بَادِرُوا بِالأَْعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أو يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2906)، والدارمي رقم (3331)، والطبراني في « الكبير » رقم (160).