كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ
الدُّنْيَا» ([1])، فلنحذر يا عباد الله مما حذرنا الله منه ورسوله لا سيما من هذه الفتن.
والفتنة قد تكون بالنعمة، تكون بالخير وتكون بالشر، كما قال سبحانه: ﴿وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ
فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35]، فقد يفتن الله الإنسان بما يحب فيعطيه ما يحب؛ ليتمادى في
ضلاله وفي غيه وينشغل بدنياه قد يعطيه الله المال ويعطيه الأولاد فتنة، كما قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ
أَنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ
أَجۡرٌ عَظِيمٞ﴾ [الأنفال: 28]، فالمال فتنة للإنسان، وأعظم فتنة من أجل أن يظهر صدق
إيمانه هل يقتنع بالمال الحلال والكسب الطيب ويقتصر عليه ولا ينظر إلى الحرام؟
يقتصر على الحلال وإن كان قليلاً ويترك الحرام وإن كان كثيرًا أم أنه على العكس
يذهب مع المال ولو كان حرامًا؟ كما جاء في الحديث أنه في آخر الزمان: «لاَ
يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ، أَمِنَ الْحَلاَلِ أَمْ مِنَ الْحَرَامِ»
([2]).
فالمال فتنة عظيمة: فعلينا أن نحذر من فتنة المال، بأن نقتصر على ما أحل الله سبحانه وتعالى ونترك ما حرم الله، فإن المال من أعظم الفتن؛ لأنه تحبه القلوب وتتعلق به الرغبات، فالإنسان إذا لم يكن على بصيرة في كسب ماله ومحاسبة نفسه، والاقتصار على ما أحل الله، فإنه يهلك بماله مع الهالكين، وكذلك إذا حصل على المال قد يحمله ذلك على بذله في الشهوات المحرمة، وهوى النفوس، فينفقه فيما حرم الله سبحانه وتعالى
([1]) أخرجه: مسلم رقم (118).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد