الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه، وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقو الله خصوصًا في
أولادكم الذين هم امتداد لكم بعد وفاتكم، وخلفاء لكم في شؤونكم، اتقوا الله فيهم
ونشئوهم تنشئةً صالحةً، ومن أسباب صلاح الأولاد: الدعاء لهم، الدعاء قبل
وجودهم والدعاء بعد وجودهم لهم بالصلاح، ولهذا قال إبراهيم الخليل: ﴿رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ [الصافات: 100]، لم يقل رب
هب لي ذرية أو ولدًا، بل قال: ﴿مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ وقال زكريا عليه السلام: ﴿رَبِّ هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ
ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾ [آل عمران: 38]، ذريةً طيبةً لم يقل هب لي من لدنك
ذريةً بل قال: ﴿ذُرِّيَّةٗ
طَيِّبَةًۖ﴾ يدعون لهم قبل وجودهم وإذا وجدوا يدعون لهم بالصلاح، والله سبحانه وتعالى
قريب مجيب، ولا يكفي الدعاء فقط بل لا بد من العمل على إصلاحهم، أيها المدرسون
إنكم مسئولون عن الطلاب، سلمكم المجتمع أولادهم أمانةً في أعناقكم، فربوهم التربية
الصحيحة، ودرسوهم الدروس النافعة، اغرسوا فيهم العقيدة الصحيحة، اغرسوا فيهم
الأخلاق الفاضلة، درسوهم المقررات بأمانة، لا تتركوا من المقررات شيئًا تتجنبونه
أو تستصعبونه، فإنهم أمانة في أعناقكم، أيها المدرس إنك مسئول عن هذا المقرر هذا
الكتاب الذي وكل إليك تدريسه أن تتقنه وأن تبلغه للطلاب، وتفهمه الطلاب،
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد