الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اعلموا رحمكم الله أن
الإنسان قد يعمل أعمالاً صالحةً كثيرةً ولكنه يسلط عليها ما يبطلها ويذهب بفائدتها
فحافظوا على أعمالكم من البطلان قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلَا
تُبۡطِلُوٓاْ أَعۡمَٰلَكُمۡ﴾ [محمد: 33].
ومن أعظم مبطلات الأعمال الشرك بالله عز وجل ومنه الرياء والسمعة، من الشرك
الرياء والسمعة، فالشرك لا يقتصر على الشرك الأكبر الذي هو عبادة غير الله ولكنه
يتناول أيضًا أن الإنسان يريد بعمله غير وجه الله سبحانه وتعالى، وإن كان عمله
كثيرًا فإذا أراد به غير وجه الله فإنه لا ينفعه ويكون وبالاً عليه يوم القيامة
قال صلى الله عليه وسلم: «أَخْوَفُ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي
الإِْشْرَاكُ بِاللهِ»، فسئل عنه صلى الله عليه وسلم فقال: «الرِّيَاءِ»
([1])، يقوم الرجل فيصلي ويزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه.
قد يتصدق الإنسان يريد أن يمدح، قد يرفع صوته بذكر الله وبتلاوة القرآن ويحسن صوته بالقرآن من أجل أن يسمع الناس صوته فيمدحوه ويثنوا عليه، كل هذا يحبط العمل، الرياء والسمعة؛ الرياء لما
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد