يرى، والسمعة لما يسمع من الأقوال، فاتقوا الله عباد الله، وأخلصوا أعمالكم
لله عز وجل، فالشرك الأكبر يحبط الأعمال كلها.
وأما الشرك الأصغر فإنه يحبط العمل الذي وقع فيه فقط.
ومن مبطلات الأعمال أن يريد الإنسان بعمله الدنيا يعمل عملاً صالحًا لا
يريد به إلا الدنيا يتوصل به إلى الدنيا قال الله جل وعلا: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ
ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا
لَا يُبۡخَسُونَ ١٥ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ
إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ
يَعۡمَلُونَ ١٦﴾ [هود: 15، 16].
ومن مبطلات العمل المن بالصدقة قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ﴾ [البقرة: 264].
ومن مبطلات العمل ظلم الناس بالغيبة والنميمة والحسد وغير ذلك فقد جاء في
الحديث: «إن أناسًا يوم القيامة يأتون بأعمال أمثال الجبال، فيأتي وقد ظلم هذا،
وقد ضرب هذا، وقد أخذ من مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت
حسناته ولم يقض ما عليه من المظالم فإنه يؤخذ من سيئات المظلومين وتطرح عليه فيطرح
بالنار».
فإذا عملتم أعمالاً صالحةً فحافظوا عليها حفاظًا من المحبطات والمبطلات؛
لئلا تكون تعبًا بلا فائدة؛ ولئلا تكون لغيركم يوم القيامة.
فاتقوا الله عباد الله وحاسبوا أنفسكم واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.
***
الصفحة 2 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد