الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
·
أما بعد:
عباد الله، إن موسى عليه السلام لما
نصره الله على فرعون، وأغرق فرعون وقومه ونجى الله بني إسرائيل الذين هم مع موسى
وآمنوا به، نجاهم من عدوهم ونصرهم نصرًا مؤزرًا بأعظم آية جرت، وهي أن الله سبحانه
وتعالى ساق فرعون وأخرجه من مصر بجنوده وقضه وقضيضه في إثر موسى وبني إسرائيل، لما
خرجوا هاربين بدينهم بأمر الله سبحانه وتعالى خرج في أثرهم وتوافوا عند البحر عند
الصبح، فقال بنو إسرائيل لموسى: ﴿إِنَّا
لَمُدۡرَكُونَ﴾ [الشعراء: 61]، لأن البحر أمامهم والعدو خلفهم فقال موسى عليه السلام: ﴿قَالَ كَلَّآۖ إِنَّ مَعِيَ
رَبِّي سَيَهۡدِينِ﴾ [الشعراء: 62]، فأوحى الله إليه: ﴿أَنِ ٱضۡرِب
بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ﴾ [الشعراء: 63]، البحر المتلاطم: ﴿ٱضۡرِب
بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقٖ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ﴾ [الشعراء: 63]، فصار البحر
جمادًا كالجبال وجعله الله اثني عشر طريقًا على عدد أسباط بني إسرائيل، كل سبط مع
طريق ﴿طَرِيقٗا فِي ٱلۡبَحۡرِ
يَبَسٗا لَّا تَخَٰفُ دَرَكٗا وَلَا تَخۡشَىٰ﴾ [طه: 77]، خرج موسى وقومه آمنين ثم دخل في أثرهم
فرعون بجنوده، وقوته وقومه دخلوا في أثرهم في هذه الطرق فلما تكاملوا في وسط البحر
أعاد الله البحر على حالته فتفرقوا جميعًا عن آخرهم، وبنو إسرائيل ينظرون إليهم
عبرةً وعظةً أجراها الله على يد كليمه
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد