موسى عليه السلام فشكر موسى ربه وصام هذا اليوم وأمر بصيامه وهكذا النعم تشكر بالعبادة وذكر الله عز وجل لا تشكر النعم بالفسق، لا تشكر النعم باللهو واللعب، ولا تشكر النعم بالبطر والأشر، وإنما تشكر بالعبادة وطاعة الله سبحانه وتعالى، فهذا موسى عليه السلام شكر ربه على هذه النعمة العظيمة فصام يوم عاشوراء وكانت اليهود تصومه من بعد موسى، وحينما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرًا وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم عن ذلك ما سبب صيامكم له؟ من باب التقرير وإلا فهو صلى الله عليه وسلم يعلم المناسبة. ما السبب في صيامكم لهذا اليوم؟ من باب التقرير قالوا: صامه موسى عليه السلام شكرًا فنحن نصومه قال صلى الله عليه وسلم: «نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ» ([1])، فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بصيامه وهذا إذا وافق شرعنا شرع من قبلنا فإنه يكون شرعًا لنا فشرع لنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نصوم هذا اليوم اقتداءً بموسى، كما قال تعالى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۖ﴾ [الأنعام: 90]، لما ذكر الأنبياء قال: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۖ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقۡتَدِهۡۗ﴾ [الأنعام: 90]، فصامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه لكنه أمر بمخالفة اليهود بأن نصوم يومًا قبله وهو اليوم التاسع وقال: «لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ، لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ أَوِ الْعَاشِرِ» ([2])، وذلك مخالفة لليهود بأن يصام قبله يوم أو بعده يوم التاسع والعاشر أو العاشر والحادي عشر والتاسع والعاشر آكد وأثبت فالمسلمون يصومون اقتداء بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وشكرًا لله على هذا النصر لأن نصر المسلمين في أي وقت وفي أي مكان هو نصر لمن يأتي بعدهم إلى يوم القيامة والنعمة عامةً لهم جميعًا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1900)، ومسلم رقم (1130).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد