الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، كما تعودتم في شهر رمضان أنواعًا من الطاعات المفروضة والمستحبة، فداوموا على هذه الطاعات، داوموا عليها، فإنه ليس لعمل المسلم غاية دون الموت، قال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾ [الحجر: 99]، فليس لعمل المسلم غاية أي نهاية إلا الموت، ما دام على قيد الحياة فإنه يعمل بطاعة الله ويترك معصية الله ويستغل الأوقات قبل الفوات، هذا شأن المتيقن المؤمن بخلاف المضيعين والمفرطين فإن شهر رمضان قد انتهى وهكذا الدنيا كلها تنتهي ولكن بقي عمل رمضان، إن انتهى الشهر فقد بقي العمل الذي قدمتموه فيه فأتموا هذا العمل وواصلوه ما دمتم على قيد الحياة، ولا تقطعوا العمل الصالح وتظنون أن هذا في شهر رمضان خاصةً كما تعودتم الصيام فهناك الصيام المستحب على طول السنة، كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم صوم ستة أيام من شوال تتبع رمضان صوم الاثنين والخميس من كل أسبوع صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم يوم عاشوراء، ويوم قبله أو يوم بعده، صوم شهر الله المحرم ومن استطاع ورغب في زيادة الصيام فليصم يومًا وليفطر يومًا، كما كان يصوم داود قال صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ عز وجل صِيَامُ دَاوُدَ عليه السلام: كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» ([1])
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد