×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

تعودتم قيام الليل، فاجعلوا لكم حظًا منه في كل ليلة ولو قليلاً تداومون عليه، فإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل، فداوموا على نصيبكم من قيام الليل وستجدون فيه اللذة والسرور والبهجة والحبور، كونوا مع القائمين والمستغفرين بالأسحار، حتى تحظوا بثواب الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم: «وَأَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللهِ صَلاَةُ دَاوُدَ كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ» ([1])، فكان ينام ثلثي الليل ويقوم ثلثه وهذا لا يكلفك.

أيها المسلم، وإن عجزت عن الثلث فما تستطيع ولو قليلاً فإن القليل مع المداومة والإخلاص يكون كثيرًا عند الله، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة، كما تعودتم الصدقة في رمضان فإن المحتاجين يكونون في غير رمضان أيضًا والحاجة تطرأ فعليكم بمواصلة الصدقات ومواصلة البر والإحسان فإن المحتاجين في كل وقت وفي كل مكان لا في رمضان خاصةً فواصلوا أعمالكم الطيبة التي تعودتم عليها في شهر رمضان حتى يكون ثوابها أعظم وجزاؤها أجزل عند الله سبحانه أما من يظن أن الأعمال إنما تكون في رمضان فقط، فقد سئل بعض السلف عن قوم يجتهدون في رمضان، فإذا انتهى رمضان عادوا إلى الكسل والبطالة قال أحد السلف: بئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان.

فالمسلم يعرف الله في كل وقت وفي كل حين.

فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله،

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم...

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1079)، ومسلم رقم (1159).