الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى واحذروا
الشواغل التي شغلت كثيرًا من الناس عن الأعمال الصالحة من فتنة الدنيا وفتنة
الأولاد وفتنة الملاهي والأشغال التي تصرف الإنسان عن طاعة الله عز وجل، قال الله
جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ
وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9] وإننا في
زمن كما تعلمون حصل فيه من الفتن ما لم يسبق له مثيل حصلت فتن جديدة لم تكن موجودة
من قبل بواسطة هذه المخترعات وهذه الصناعات وهذه التي غطت على الناس فانشغلوا بها
عن طاعة الله عز وجل ما بالكم بالذي يسهر كل الليل أو معظم الليل على متابعة
القنوات الفضائية وما يعرض فيها من شرور وفتن أو مع الإنترنت والشبكات العنكبوتية
وما يعرض فيها من شرور وفتن عليه وعلى أهله وعلى أهل بيته ثم ينام عن صلاة الفجر
بل ربما ينام كل النهار وإن كان له عمل وظيفي فإنه يستيقظ وقت العمل ويذهب إلى
العمل ثم يعاود النوم ولا يعرف صلاة ولا يعرف طاعة، شغلته هذه الفتن والعياذ بالله
أو انشغل بطلب الدنيا وجمعها ومتابعتها والسير وراءها حتى انشغل بها عن طاعة الله
عز وجل: ﴿لَا تُلۡهِكُمۡ
أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ﴾ [المنافقون: 9] لم يلتفت إلى هذا
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد