حرمة الإخلال
بالأمن
الجمعة 17/ 4/ 1428
الحمد لله رب العالمين، مُعز من أطاعه واتقاه ومُذل من خالف أمره وعصاه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا نعبد إلا إياه، وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه وسلم تسليمًا
كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن نعمة الأمن مقدمة
على نعمة الرزق قال الخليل إبراهيم: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا
بَلَدًا ءَامِنٗا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ﴾ [البقرة:
126]. فدعا بالأمن قبل الرزق لأنه لا يتأتى الانتفاع بالرزق والتلذذ به مع وجود
الخوف وعدم الأمن فالأمن أكبر نعمة ينعم الله بها على عباده بعد التوحيد. قال
تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ
أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82]، فربط الأمن بالتوحيد الخالص لله
سبحانه وتعالى والأمن لا يتحقق إلا بالجماعة والجماعة لا تتحقق إلا بالإمامة
والراعي والإمامة لا تتحقق إلا بالسمع والطاعة ولهذا قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ
إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ
وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾
[النساء: 59]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ يُطِعِ الأَْمِيرَ
فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الأَْمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي» ([1])، قال صلى الله عليه وسام: «عَلَيْكُمْ
الشرح
() أخرجه: البخاري رقم (2797)، ومسلم رقم (1835).