بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلاَفًا شَدِيدًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَالأُْمُورَ الْمُحْدَثَاتِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم وكرر وأكد على السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين، لما يترتب على ذلك من توفر الأمن على الدين والأمن على النفس، والأمن على الأعراض، والأمن على الأموال والأمن الشامل لا يتوفر إلا بالاجتماع مع ولاة أمور المسلمين وحذر صلى الله عليه وسلم من الخروج على ولي الأمر قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا وَشَقَّ عَصَا الْمُسْلِمِينَ فَمَاتَ فَمِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ» ([2])، وقال: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ اقْتُلُوهُ كَائِنًا مَنْ كَانَ» ([3])، ولذلك أجمع الصحابة على قتال الخوارج الذين خرجوا على ولاة أمور المسلمين واستحلوا دماء المسلمين، أجمعوا على قتالهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتلهم وقتالهم، وقال إن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم كل ذلك من أجل الحفاظ على جمع الكلمة وعلى حماية الجماعة وعلى توفر الأمن وعلى حفظ البلاد من دخول الأعداء الكائدين وتدخلهم بين المسلمين فلا تقوم للمسلمين قوة إلا إن اجتمعوا تحت قيادة سليمة وتوحدت صفوفهم قال تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا﴾ [آل عمران: 103]، فاتقوا الله عباد الله واعرفوا هذا الأصل العظيم من أصول العقيدة، تسمعون بين الحين والآخر من يريد أن يخل
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد