الخطبة
الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما
بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا
أن تغيير مواقيت العبادات تغيير مخالف لما شرعه الله، إنما هو من أمور اليهود
والنصارى، فإن النصارى غيروا في وقت الصيام وأخروه عن وقت الحر إلى وقت الشتاء
وزادوا، يعوضون عما فعلوه من التأخير، فغيروا دين الله عز وجل بحسب أهوائهم
ورغباتهم، وكذلك تغيير العبادات عن مواقيتها هو من فعل أهل الجاهلية الذي يعملون
النسيء، قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّمَا ٱلنَّسِيٓءُ
زِيَادَةٞ فِي ٱلۡكُفۡرِۖ يُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُۥ عَامٗا
وَيُحَرِّمُونَهُۥ عَامٗا﴾ [التوبة: 37]، وذلك أن الله جل وعلا حَرَّم القتال في الأشهر الحرم فلما
صار هواهم في القتال أخَّروا الأشهر الحرم إلى أشهر أخرى بعددها من السنة فغيروا
شرع الله عز وجل فجعلوا الشهر الحلال حرامًا، وجعلوا الشهر الحرام حلالاً تصرفًا
من عند أنفسهم، وكذلك من اقتدى بهم من جهلة طلبة العلم في هذا الزمان ممن يريدون
أن يغيروا العبادات عن مواقيتها كرمي الجمار وصلاة الفجر وغير ذلك، فعلى الجميع أن
يتقوا الله عز وجل وأن يتقيدوا بما شرعه الله سبحانه وتعالى فإن هذا هو المتعين
على كل مسلم، والله أرسل الرسل وأنزل الكتب لبيان ما يرضاه من العبادات، ومتى تؤدي
العبادات فلم يترك الناس لآرائهم ولا لرغباتهم ولا لأقوال من قال كذا وكذا، فإن
الله
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد