في الاعتبار
بالزلازل المروعة
الجمعة 26/ 11/ 1425
الحمد لله الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من
أحد من بعده إنه كان حليمًا غفورًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
خلق كل شيء فقدره تقديرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بعثه بين يدي الساعة
بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، وصلى الله عليه وعلى آله،
وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى،
واعتبروا بما يجري في هذا الكون من آيات الله سبحانه وتعالى مما يعظكم به، ويذكركم
به لعلكم تتقون وتتوبون، في هذه الأيام القريبة سمعتم بهذا الحديث العظيم الذي
روَّع العالم وهو حدث الزلزال الذي ضرب المحيط الهندي فهاجت أمواج البحر وفاض
الطوفان على من حوله فأهلك أممًا ودمر مدنًا وديارًا، وأهلك أموالاً في البر
والبحر فالقتلى قد وصل تقديرهم إلى مئة وخمسين ألفًا ويزيد العدد والمفقودون الذين
لا يدرى مصيرهم أكثر من هؤلاء، والذين شُرِدُوا من ديارهم يقولون بلغوا خمسة
ملايين، والله أعلم بالحقيقة فقد يكونون أكثر وأكثر وأتلف أموالاً ومراكب وسفنًا
وقواعد حربيةً في البر والبحر تعادل بالمليارات من الدراهم ولا يزال البشر
مُرَوَّعُون، ويتوقعون كل يوم أن يزيد هذا الحدث لأنه لا يزال الزلزال متواصلاً
فأين المعتبرون؟ ألم يقل الله سبحانه وتعالى: ﴿فَكُلًّا
أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا
الصفحة 1 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد