عَلَيۡهِ حَاصِبٗا
وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ
وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن
كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ﴾ [العنكبوت: 40] لقد هاج البحر وهاج الطوفان على الأرض حتى علا على
المباني، وغطى المباني عشرات الأمتار فوق الأرض طوفان عظيم التهم من أتى عليه من
القرى والمدن والسائحين من مختلف بلدان العالم، كانوا في لهو ولعب وغفلة وفساد وشر
وكفر وإلحاد، ولم يرعهم إلا هذا الحدث العظيم الذي أخذهم بغتةً وهم لا يشعرون،
فاتقوا الله عباد الله فقد قص الله علينا ما حصل للأمم السابقة لنعتبر، وها هو
الآن شاهد عيان كما ذكر الله سبحانه وتعالى فإن الله جل وعلا أغرق قوم نوح
بالطوفان الذي علا على قمم الجبال، وأهلك عادًا بالريح العقيم، ما تذر من شيء أتت
عليه إلا جعلته كالرميم، وأهلك ثمود بالصاعقة، وهي صيحة أخذتهم عن آخرتهم ﴿أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمۡ
صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلۡمُحۡتَظِرِ﴾ [القمر: 31] وأهلك قوم لوط بالخسف في الأرض وأرسل
عليهم حجارةً من سجيل، أتبعهم بحجارة من سجيل وأهلك قارون بأن خسف الله به وبداره
الأرض، فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين، وأهلك قوم
شعيب بالرجفة والطلبة وهي السحاب الذي يمطر عليهم النار التي تتلظى، كل هذا مما
قصه الله علينا، وأغرق فرعون وقومه في البحر كل هذا مما قصه الله علينا لنعتبر
ولنتعظ ونتجنب الذنوب التي أهلكت الأمم، لكن هل من معتبر؟ هل من متعظ؟ إن هؤلاء الكفار
طغوا وبغوا وغزوا بلاد المسلمين بالأسلحة الفتاكة، ودمروا بلاد العراق على أهله
ونهبوا أموالهم، وهتكوا أعراضهم ولا يزالون يفعلون المنكرات، إن هؤلاء
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد