الكفار أرادوا أن يمنعوا دعوة الإسلام التي هي إنقاذ للبشرية، أرادوا أن
يمنعوها وأغلقوا المكاتب التي للدعوة في بلادهم، ومنعوا المساعدات التي تصل إلى
المتضررين والمحتاجين من المسلمين ومن الفقراء والمساكين منعوها وأرادوا إبدال
الإسلام، أرادوا أن يبدلوه بنظامهم الذي يسمونه الديموقراطية ويسمونه بالإصلاح؛
الإصلاح! الكفر عندهم هو الإصلاح والإسلام عندهم هو الإفساد، دين الله عز وجل هو
الإفساد ودين الكفر هو الإصلاح عندهم! كما قال من قبلهم﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمۡ لَا تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ قَالُوٓاْ إِنَّمَا نَحۡنُ
مُصۡلِحُونَ ١١ أَلَآ إِنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡمُفۡسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا
يَشۡعُرُونَ ١٢﴾ [البقرة: 11، 12] وما أشبه الليلة
بالبارحة، فهاهم الآن ينادون بالكفر، ويريدون أن يغيروا الإسلام ويبدلوا دين
المسلمين ويفرضوا عليهم نظامهم وديمقراطيتهم الكافرة، ويقولون هذا هو الإصلاح،
ولكن الله جل وعلا لهم بالمرصاد فوقفوا الآن مدهوشين من هذا الحدث الهائل، وقفوا
متحيرين وما عند الله لهم أشد وأنكي إن لم يتوبوا إلى ربهم ويَكَفُّوا شرهم عن
عباد الله، فعلينا أن نعتبر ونتعظ وأن نتناصح فيما بيننا لأن الله جل وعلا يقول: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ
لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ
مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [الأنفال: 53] ونحن نعرف الحق ونحن ندين بالإسلام
ونحن ننتسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى دعوته وأتباعه فالعقوبة في حقنا
أشد إذا عصينا الله سبحانه وتعالى، الكافر ليس بعد الكفر ذنب ومصيره إلى النار وقد
يمتع في هذه الدنيا لأجل أن يزداد من الكفر فيشتد عذابه أما المسلمون فإنه يعرفون
الحق فإذا عصوا الله بعد المعرفة وبعد البصيرة فإن عقوبتهم تكون أشد وأنكى، فعلينا
يا عباد الله أن نراجع أنفسنا وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وأن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد