×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

نقيم هذا الدين الذي ننتسب إليه كما أمرنا الله سبحانه وتعالى لئلا تصيبنا نكبة أشد مما سمعتم فعلى المسلمين أن يتنبهوا لأنفسهم، وعلى كل مسلم أن ينتفع بالمذكرات والمواعظ فيتوب إلى الله، أما الكافر فلا يقيم وزنًا لما يجري ولا يزال في غمرته وفي سكرته ولكن المسلم هو الذي يتوب إلى الله ويرجع ويصلح الخلل فعلينا جميعًا أن نصلح أوضاعنا وأن نصلح الخلل، إن كثيرًا من البيوت اليوم تمتليء بالرجال ولا يصلي منهم أحد أو يصلي منهم العدد القليل وهناك بيوت لا يخرج منها أحد إلى المساجد وهي تمتلئ بالرجال. هناك من تمادوا في الربا والمعاملات المحرمة وهم يسمعون الوعيد الشديد على من أكل الربا ولا يتورعون عن ذلك، هناك من فسدت أعراضهم وأعراض بناتهم ونسائهم ولا يتغيرون لذلك أو يغارون لدين الله عز وجل وما فشا الربا والزنا في أمة إلا حل بها الدمار، فعلينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى وأن نحافظ على صلاتنا أن نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر أن ننزه أموالنا وتجارتنا من الربا ومن الرشوة ومن الغش والخديعة ومن الخيانة وإلا فإن العقوبة قريبة لولا عفو الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ [الشورى: 30]، ﴿وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرَۢا [فاطر: 45]، فما دمنا في زمن الإمهال، وما دمنا نقدر على تصحيح أوضاعنا فيجب علينا المبادرة بذلك لعل الله سبحانه أن يدفع عن المسلمين هذه النكبات وهذه المثلات، فإن الله سبحانه وتعالى يغير ولا يتغير. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿أَفَأَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰٓ أَن يَأۡتِيَهُم بَأۡسُنَا بَيَٰتٗا وَهُمۡ نَآئِمُونَ ٩٧ أَوَ أَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰٓ


الشرح