×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 اغتنام أوقات الفراغ بالطاعات

الجمعة 22/ 5/ 1428

الحمد لله على فضله وإحسانه، أنعم علينا بنعم كثيرة تستوجب منا الشكر، قال تعالى: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ [إبراهيم: 7]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومصطفاه من سائر العبيد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، فإن الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بنعم كثيرة وخص هذه البلاد وأهلها بما ليس عند غيرهم من بلاد الدنيا ذلكم هو الأمن والإيمان ووفرة الأرزاق وصحة الأبدان فهي نعم عظيمة من الله بها علينا فإن شكرناه زادنا وبارك فيها وإن كفرنا بهذه النعم سلبها منا وأبدلنا بها بؤسًا وخوفًا وجوعًا كما هو الحاصل في البلاد المجاورة القريبة منا مما لا يخفاكم وهي على حدود بلادكم.

فاتقوا الله عباد الله واشكروا نعمه واحذروا من نقمته، واعلموا أن من أجل النعم الفراغ من الأشغال والهموم، الفراغ الذي يجب أن يشغل بطاعة الله وفيما ينفع ويفيد في الدين والدنيا فإن هذه الأعمار وهذه المدة التي منحنا الله إياها في هذه الدنيا، إنما هي مزرعة للآخرة فمن زرع فيها الخير، من زرع فيها الأعمال الصالحة، حصد الخير


الشرح