يوم القيامة ومن زرع فيها الشر حصد منه الندامة،
ولا حول ولا قوة إلا بالله، ونحن الآن على أبواب العطلة الصيفية التي كانت في
الزمان الماضي فترة راحة واستجمام للطلاب؛ ليستذكروا دروسهم ويستعدوا للمستقبل
بنشاط وقوة وأما غير الطلاب فكانوا على طول العام مشغولون بأعمالهم وأحوالهم لا
تغير العطلة من أعمالهم شيئًا هذا كان إلى عهد قريب فكانت العطلة منضبطةً ومفيدةً،
وأما الآن فقد اتخذت العطلة فرصة لشرور كثيرة ولا حول ولا قوة إلا بالله حتى أصبح
العقلاء وأهل الإيمان يتمنون أن لا تكون هناك عطلة وأن تكون السنة كلها دراسة
ليسلموا من هذه الشرور التي تحدث في هذه العطلة لأن هذه العطلة يستغلها الناس
اليوم بغير المطلوب وعم ذلك حتى الآباء والأمهات والأجداد والجدات فلم يقتصر ضررها
على الشباب أو على الطلاب وإنما نال ضررها الجميع ولا حول ولا قوة إلا بالله
فتجدهم يعدون العدة لهذه العطلة بالنفقات الطائلة والفقير يستدين ويشتري السيارات
القوية لأجل السفر عليها فتحمل الناس نفقات طائلة ليست في سبيل الله وإنما هي في
سبيل الشيطان في الغالب إلا من رحم الله سبحانه وتعالى، ناهيكم عما يحصل في هذه
الأسفار من الأخطار العظيمة والحوادث المروعة التي يذهب فيها أسر بكاملها كما
تعلمون من حوادث الطرق ثم إذا ذهبوا إلى أمكنة الاصطياف فلا تسأل عما يحصل من
الغفلة ومن اللهو ومن السهر ومن المنكرات، كانوا في أثناء أيام السنة في راحة
وكانوا يسكنون في بيوتهم مطمئنين، فلما جاءت هذه العطلة أخرجتهم من بيوتهم
واستجاشوا في الأسفار، فتفرقوا في البلاد لا لشيء إلا لضياع الوقت وليته ضياع
الوقت فقط، ولكنه ضياع بفساد وإفساد إلا من رحم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد