عباد الله، وإن مما يبتلي الله به العباد الأمراض المتنوعة المختلفة ولكنه سبحانه وتعالى بمنه وكرمه جعل لها أسبابًا تزيلها، جعل أسبابًا لزوالها قال صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً، إِلاَّ قَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ» ([1])، وقال: «يَا عِبَادَ اللهِ تَدَاوَوْا، وَلاَ تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ» ([2])، قال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم، ففي الحلال والحمد لله غنية عن الحرام فعلى من ابتلي بشيء من الأمراض أن يصبر ويحتسب، ويعلم أن هذا بقضاء الله وقدره، ولا ييأس من رحمة الله وعليه أيضًا أن يسعى بالمعالجة النافعة، وذلك بالأدوية المباحة عند الأطباء وفي المستشفيات وهي كثيرة ولله الحمد، ومتيسرة وأولى من ذلك العلاج بالأدعية وطلب الشفاء من الله سبحانه وتعالى وبالرقية الشرعية من الكتاب والسنة والأدعية الشرعية عند أهل الاختصاص من أهل العلم والعقيدة الصحيحة لا عند الجهال والمشعوذين، والذين يطمعون بأموال الناس ويتظاهرون بأنهم يرقون المرضى، ويفتحون لذلك محلاتهم ويسعرون المياه التي يزعمون أنهم قرؤوا فيها يسعرونها بأسعار متفاوتة حتى يصدقهم الناس، فيقول هذا قراءة مركزة بكذا وكذا وهذا قراءة غير مركزة بكذا وكذا أنقص من المركزة؛ لأجل أن يوهم الناس في أنه يحسن العلاج ويحسن الرقية وهو جاهل أو ضال، ضال في عقيدته وإنما همه جمع أموال الناس وسلب أموال الناس بهذه الطريقة الخبيثة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد