×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ١٥ [لقمان: 14- 15] -هذا محل الشاهد- ﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ -يعني كانا كافرين ويريدان منك أن تكفر- ﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ [لقمان: 15]، أنت لا تطيعه في دينه ولكن عليك الصلة والمصاحبة بالمعروف، وقد جاءت أم أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أمها كافرة وجاءت إليها في المدينة تريد منها صلة، فسألت أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن والدتها جاءت وهي راغبة -يعني تريد المال والصلة- أَفَأَصِلُهَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ» ([1]). وهي كافرة فهذا ليس من التشبه، وليس من الموالاة وإنما هذا من كمال الإسلام، والله جل وعلا يقول: ﴿وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة: 8] هذا من العدل.

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الحديث كتاب الله

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم...

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2477).