الذنب لا يغفر إلا بالتوبة أما من مات عليه، فإنه من أهل النار خالدًا
مخلدًا فيها آبد الآباد، القسم الثاني: كبائر دون الشرك وهذه تحت مشيئة
الله إن شاء الله غفرها لأصحابها بمنه وفضله بسبب ما عندهم من الدين والتوحيد وإن
شاء عذبهم فيها بقدر ذنوبهم ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ
وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 48]، والنوع
الثالث: الذنوب الصغائر التي دون الكبائر وهذه إذا تجمعت على صاحبها وتساهل
بها صارت كبائر، وتغلظت وتعظمت، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لأصحابه
بأن قال لهم: اجمعوا حطبًا وهم في البر، اجمعوا حطبًا، فأتي هذا بعود وهذا بعود
حتى تجمع حطب كثير، قال صلى الله عليه وسلم: تلك الذنوب تجتمع على صاحبها حتى تكون
كبيرة، وحتى تكون كثيرة كهذا الحطب الذي تجمع من عود حتى صار وقودًا يطبخون عليه
ويوقدون عليه، هذا معنى ما ورد منه صلى الله عليه وسلم وهو مثل واضح فلا يتساهل
بالذنوب، ويقال هذه صغائر فإن الصغائر تجر إلى الكبائر، بل إنها إذا تساهل بها
الإنسان صارت كبائر، ولا حول ولا قوة إلا بالله فالواجب الحذر من الذنوب جميعًا
كبائرها وصغائرها ومن وقع في شيء منها فإن باب التوبة مفتوح، فليبادر بالتوبة إلى
الله عز وجل حتى يتطهر منها ويسلم من شرها.
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن خير الحديث كتاب
الله...
***
الصفحة 2 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد