قَالَا
رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا
لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٢٣﴾ [الأعراف: 22، 23]، فتاب الله عليهما وغفر لهما
زلتهما واندحر إبليس لعنة الله، ولم يحصل على مقصوده ثم إنه جاء إلى المشركين
الذين هم في مكة وزين لهم الطواف بالبيت عراة، وقال لهم لا تطوفوا بالثياب التي
عصيتم الله فيها فكانوا يخلعون ثيابهم الرجال والنساء، لأنهم لا يريدون أن يطوفوا
بثياب عصوا الله فيها بزعمهم لكن الرجال يطوفون عراةً في النهار والنساء يطفن
عاريات في الليل فلذلك لما فتح الله مكة لرسوله صلى الله عليه وسلم وأمره بالحج
تأخر صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى بعد فرضية الحج وأرسل أبا بكر رضي الله
عنه يحج بالناس وأرسل معه عليًا رضي الله عنه ينادي أن لا يحج بعد هذا العام مشرك
ولا يطوف بالبيت عريان فبذلك طهر الله بيته الشريف من هذه الفاحشة وهي كشف العورات
سماها الله فاحشةً فقال جل وعلا: ﴿وَإِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةٗ قَالُواْ وَجَدۡنَا
عَلَيۡهَآ ءَابَآءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا
يَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 28]، وسمى الله سبحانه وتعالى التعري
فاحشةً والفاحشة هي ما تناهى في القبح والسوء ولا يزال هذا الشيطان وأعوانه لا
يزالون بالمسلمين يحاولون منهم التعري خصوصًا للنساء وكشف العورات التي أمر الله
بسترها ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ
كَمَآ أَخۡرَجَ أَبَوَيۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ يَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا
لِيُرِيَهُمَا سَوۡءَٰتِهِمَآۚ﴾ [الأعراف: 27]، وقال سبحانه: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ
مَسۡجِدٖ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]، ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا
يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ ذَٰلِكَ
مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 26]، ﴿خُذُواْ زِينَتَكُمۡ﴾ المراد بالزينة اللباس، ﴿عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ﴾ يعني: عند كل صلاة في المسجد الحرام وغيره، وأخبر
سبحانه أن في اللباس فائدتين
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد