في قوله تعالى: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 5]، فجاءت الصلاة بعد الشهادتين لأنها عمود الإسلام ولأنها الفارقة بين المسلم والكافر قال صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ أو الشِّرْكِ تَرْكُ الصَّلاَةِ» ([1])، قال: «الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([2])، وإن كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؛ لأنه لم يأت بمقتضاهما، ولهذا لما سئل وهب بن منبه رحمه الله قيل له: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى. ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك، فلا إله إلا الله لا تكون مفتاحًا للجنة إلا بأسنان، وأسنانها الأعمال الصالحة، فلا يكفي مجرد التلفظ بها مع إضاعة الصلاة؛ لأن الصلاة من أعظم حقوق لا إله إلا الله، ولهذا لما هم أبو بكر الصديق رضي الله عنه بقتال مانعي الزكاة قالوا له: يا خليفة رسول الله كيف تقاتلهم وهم يقولون لا إله إلا الله؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: وَاللهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً، كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ» ([3])، فقال رضي الله عنه: إن الزكاة من حق لا إله إلا الله، الصلاة أعظم من الزكاة؛ لأن الصلاة هي الركن الثاني والزكاة هي الركن الثالث، إذًا لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وإن كان يقول
([1]) أخرجه: مسلم رقم (82).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد