لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ لأنه لم يأت بأعظم حقوقها وهو الصلاة
المفروضة، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهذا ثابت
بالقرآن والسنة ﴿فَإِن تَابُواْ
وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [التوبة: 5]، وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما بعثه إلى نجران: إنك تأتي
قومًا من أهل الكتاب فيكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا
رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم
والليلة. وهن الفرائض التي فرضها الله في مواقيتها فهذه الصلوات العظيمة هي أول ما
يحاسب عنه العبد يوم القيامة من عمله فإن صلحت وقبلت قبل سائر عمله، وإن ردت رُدَّ
سائر عمله ويعرف قدر الإسلام عند العبد بمقدار اهتمامه بالصلاة فإن كان يهتم
بالصلاة ويحبها ويؤديها كما أمره الله فهذا دليل على تعظيمه للإسلام وإن كان
يتهاون بها فهذا دليل على تهاونه وبغضه للإسلام ولهذا المنافقون يقولون لا إله إلا
الله محمد رسول الله ولكنهم يتهاونون بالصلاة، ولهذا جعلهم الله في الدرك الأسفل
من النار ولن تجد لهم نصيرًا قال في حقهم: ﴿وَإِذَا
قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا
يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [النساء: 142]، فهم يقومون للصلاة لا رغبةً فيها وإنما هو من باب الرياء
والسمعة فيؤدونها صورة ولا يؤدونها حقيقة؛ لأنه ليس في قلوبهم إيمان بالله ورسوله:
﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ
قَامُواْ كُسَالَىٰ﴾ [النساء: 142]، وقال تعالى في آية أخرى: ﴿وَلَا
يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمۡ
كَٰرِهُونَ﴾ [التوبة: 54]، هذا مع أنهم يصلون وقال تعالى: ﴿فَوَيۡلٞ
لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ ٥﴾ [الماعون: 4، 5]، سماهم
مصلين توعدهم بالويل،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد