×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 لأنهم يصلون؟ لا. توعدهم بالويل لأنهم ساهون عن صلاتهم فهم يحضرون لكن بأجسادهم لا بقلوبهم، لا يخشعون في الصلاة ولا يذكرون الله فيها إلا قليلاً أو يؤخرونها عن وقتها ويصلونها بعد خروج الوقت فهؤلاء هم الذين عن صلاتهم ساهون، وقد توعدهم الله بالويل؛ إذ لا بد من المحافظة على الصلاة والمحافظة على الصلاة، تعني: أداءها في أوقاتها قال تعالى: ﴿فَإِذَا ٱطۡمَأۡنَنتُمۡ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا [النساء: 103]، ولهذا لا تسقط الصلاة عن أحد ما دام فكره حاضرًا؛ لأنه يصليها على حسب استطاعته، فالمسافر لا تسقط عنه الصلاة ولكنه يصليها قصرًا ويجمع بين الصلاتين في وقت إحداهما والمريض لا يترك الصلاة بل يصليها على حسب حاله، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم للمريض: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» ([1])، وفي روايةٍ: «فَإِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ فَمُسْتَلْقِيًا وَرِجْلاَكَ إِلَى الْقِبْلَةِ» ([2])، وكذلك لا تسقط الصلاة في حالة الخوف والقتال، قال تعالى: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم مَّعَكَ وَلۡيَأۡخُذُوٓاْ أَسۡلِحَتَهُمۡۖ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلۡيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمۡ وَلۡتَأۡتِ طَآئِفَةٌ أُخۡرَىٰ لَمۡ يُصَلُّواْ فَلۡيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلۡيَأۡخُذُواْ حِذۡرَهُمۡ وَأَسۡلِحَتَهُمۡۗ [النساء: 102]، وقال تعالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ ٢٣٨ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانٗاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ ٢٣٩ [البقرة: 238، 239]، ﴿فَإِنۡ خِفۡتُمۡ يعني: اشتد الخوف﴿فَرِجَالًا أي: صلوا وأنتم تمشون أو تركضون وركبانًا على الدواب


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1066).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (372) من كلام أهل العلم.