×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 أو على الآليات متوجهين إلى القبلة أو غير متوجهين إلى حيث توجهتم صلوا ولا تتركوا الصلاة، فإذا كانت لا تسقط في شدة الخوف فكيف تسقط في حالة الأمن؟ كيف يتهاون بها مريض القلب كيف يتهاون بها من ليس في قلبه إيمان ويدعي الإسلام؟ ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، قال عمر رضي الله عنه: «لاَ حَظَّ فِي الإِْسْلاَمِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلاَةَ» ([1])، ولما حضرت النبي صلى الله عليه وسلم الوفاة فقال وهو يعالج سكرات الموت: «عِبَادَ اللهِ الصَّلاَةَ الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» ([2])، ما زال يرددها صلى الله عليه وسلم حتى ثقل بها لسانه فلم يستطع النطق بها فختم صلى الله عليه وسلم وصيته للمسلمين بالمحافظة على الصلاة التي يتهاون بها كثير من الناس، لقد أخبر الله سبحانه وتعالى أن أهل النار إذا سئلوا ﴿مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ ٤٣ وَلَمۡ نَكُ نُطۡعِمُ ٱلۡمِسۡكِينَ ٤٤ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَآئِضِينَ ٤٥ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ ٤٦ [المدثر: 42- 46]، أول جواب أجابوا به ﴿قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ وقرن تركهم للصلاة مع التكذيب بيوم الدين، وهو البعث، ولا شك أن من أنكر البعث فهو كافر، فكذلك من أنكر وجوب الصلاة فهو كافر أو ترك الصلاة ولو لم ينكر وجوبها فهو كافر: ﴿قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ لم يقولوا لم نعترف بالصلاة أو لم نقر بوجوبها وإنما قالوا: لم نك من المصلين تاركين لها، وتارك الصلاة يكون في سقر يوم القيامة ولا تنفعه شفاعة الشافعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال تعالى: ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ ٣١ وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ٣٢ [القيامة:31، 32]، فقرن ترك الصلاة مع التكذيب بالدين والتولي عن الدين فهذا كله مما يدل على أن ترك الصلاة كفر أكبر يخرج من الملة وهذا وارد


الشرح

([1])  أخرجه: الدارقطني رقم (1750).

([2])  أخرجه: ابن ماجه رقم (1625)، والنسائي في « الكبرى » رقم (7100)، وأحمد رقم (12169).