في القرآن والسنة فلا يستريب في هذا من في قلبه إيمان وعنده ذرة من علم
بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الله جل وعلا أمر بالمحافظة على الصلاة:
﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ
وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ﴾ [البقرة: 238]، ووعد الذين يحافظون عليها بالأجر العظيم: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ
صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ
١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا
خَٰلِدُونَ ١١﴾ [المؤمنون: 9- 11]، وفي الآية الأخرى: ﴿وَٱلَّذِينَ
هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٣٤ أُوْلَٰٓئِكَ فِي
جَنَّٰتٖ مُّكۡرَمُونَ ٣٥﴾ [المعارج: 34، 35].
فالذي لا يحافظ على الصلاة لا حظ له في الجنة وقد أمر سبحانه وتعالى بالمداومة على الصلاة، لا يصلي الإنسان مرة ويترك مرة أو يصلي إذا حضر مع الناس ويترك إذا غاب عن الناس، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ﴾ [المعارج: 23]، أي: يداومون عليها في مواقيتها ولا يتركونها، يداومون عليها حتى الممات وعيسى ابن مريم يقول: ﴿وَأَوۡصَٰنِي﴾يعني: ربي: ﴿وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا﴾ [مريم: 31]، ما دام على قيد الحياة فإن الصلاة واجبة عليه أوصاه الله بها هذه وصية الله لأنبيائه وعباده المؤمنين فاتقوا الله أيها المسلمون وحافظوا على صلواتكم فإنه كثر التساهل فيها والإعراض عنها لقد ذكر الله سبحانه وتعالى، من فوائد الصلاة، قال تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ﴾ [البقرة: 45]، استعينوا بالصبر والصلاة على مشاق الحياة وعلى ما يعترضكم من الشدائد فإن الصلاة فيها فرج وفيها راحة وطمأنينة وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه الأمر فزع إلى الصلاة، وقال: «يَا بِلاَلُ، أَقِمِ الصَّلاَةَ، أَرِحْنَا بِهَا» ([1])، يرتاح صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة، وقال:
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4985)، وأحمد رقم (23137)، والطبراني في « الكبير » رقم (6215).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد