«وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ» ([1])، فهي قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الدنيا فكيف يتهاون بها من
في قلبه إيمان؟! كيف لا يحافظ عليها والله جل وعلا يقول: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ
إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ
أَكۡبَرُۗ﴾ [العنكبوت: 45]، فذكر فائدتين عظيمتين في الصلاة إضافةً إلى ما سبق من
الاستعانة بها، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ
تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العنكبوت: 45]، فالذي يحافظ على صلاته تنهاه
صلاته عن الفحشاء والمنكر إلا إذا كان في صلاته خلل فإنها قد لا تنهاه أما إذا
كانت صلاته صحيحةً ومستقيمةً كما أمره الله فإنها تنهاه عن الفحشاء والمنكر
والفائدة الثانية العظيمة: ﴿وَلَذِكۡرُ
ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ﴾ففيها ذكر الله عز وجل الصلاة ذكر لله عز وجل وهذا أعظم من كونها تنهى عن
الفحشاء والمنكر، مع عظم فائدة النهي عن الفحشاء والمنكر، ذكر الله جل وعلا في
الصلاة أكبر فالله جل وعلا أخبر عن الصلاة أنها تعين الإنسان: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ
وَٱلصَّلَوٰةِۚ﴾ [البقرة: 45]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [البقرة: 153]، وأخبر أنها
تنهاه عن الفحشاء والمنكر، وأخبر أن فيها ذكره سبحانه وذكر الله أكبر.
فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على صلواتكم وداوموا عليها وأقيموها كما
أمركم الله لتكونوا من المؤمنين الذين قال الله جل وعلا فيهم أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢﴾ [المؤمنون: 1، 2].
فاتقوا الله عباد الله أقول قولي هذا واستغفر الله
لي ولكم ولجميع المسلمين...
***
([1]) أخرجه: النسائي رقم (3939)، وأحمد رقم (12293)، وأبو يعلى رقم (3530).
الصفحة 7 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد