يرتادها أهل الشر وينعزلون بها عن مجامع المسلمين وكذلك نهى صلى الله عليه وسلم عن الجلوس في الطرقات قال صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ بِالطُّرُقَاتِ». فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ، نَتَحَدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ: «فِإِذْ أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ)). قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ((غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَْذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَالأَْمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ» ([1]). فمن التزم بهذه الأمور الأربعة فلا بأس أن يجلس على الطريق؛ لأنه لا يحصل منه أذى على المارة فهو يكف أذاه ويغض بصره، لا يحصل منه أذى على نفسه ولا على المارة فهو يغض بصره عما حرم الله ويكف أذاه عن المارة بأي نوع من الأذى ويرد السلام إذا سلموا عليه وأيضًا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إذا رأى في المارة من هو متلبس بشيء من المنكر فإنه ينهاه عن ذلك أو رأى عليه قصورًا في دينه، فإنه ينبهه على ذلك فمن التزم بهذه الآداب الأربعة فلا بأس أن يجلس على الطريق أما من لم يلتزم فإنه يحرم عليه أن يجلس على الطريق. عباد الله هناك مجالس نافعة ومفيدة حث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بل رغب الله جل وعلا فيها فالله جل وعلا قال: ﴿وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا﴾ [الكهف: 28]، فالله أمر أن تجلس مع أهل الخير ومع أهل الصلاح ولو كانوا فقراء ونهى أن تجلس مع الأشرار ولو كانوا أغنياء ولهم مكانة. النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا حث على مجالس الذكر وحضورها قال صلى الله عليه وسلم: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5875)، ومسلم رقم (2161).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد