معاصي الله بادر بالتوبة إلى الله؛ لأنه يخاف من عقاب الله، والرجاء يحمل
العبد على الطاعة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى طمعًا في ثوابه ورجاءً لرحمته.
فالخوف والرجاء: ركنان عظيمان وأساسان
عظيمان من أساسات العبادة، ولذلك عباد الله الصادقون من أنبيائه ورسله وعباده
المؤمنين يجمعون بين الخوف والرجاء، قال الله سبحانه وتعالى عن عيسى وأمه وعزير: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ
يَدۡعُونَ يَبۡتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلۡوَسِيلَةَ أَيُّهُمۡ أَقۡرَبُ
وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ
مَحۡذُورٗا﴾ [الإسراء: 57]، وقال سبحانه وتعالى عن آل زكريا: ﴿إِنَّهُمۡ
كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ
وَكَانُواْ لَنَا خَٰشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90].
فالله جل وعلا أمر خوفه ورجائه، ولذلك كثيرًا ما يقرن بين الوعد والوعيد،
وذكر الجنة والنار في آيات من القرآن العظيم من أجل أن يكون الذي يتلوا كتاب الله
خائفًا راجيًا، فإذا قرأ الوعد رغب فيما عند الله وطلبه، وإذا قرأ الوعيد خاف من
عقاب الله فهرب من معاصيه، وإذا قرأ ذكر الجنة اشتاق إليها وعمل لها، وإذا قرأ ذكر
النار خاف منها وهرب منها وترك الأعمال التي توصل إليها، هكذا صفة عباد الله
المؤمنين، وهذه هي الحكمة في أن الله سبحانه وتعالى كثيرًا ما يجمع بين آيات الوعد
والوعيد وذكر الجنة والنار من أجل أن يذكر العباد بشدة غضبه وعقابه، فيتركون
المعاصي ويذكرهم برحمته وجنته فيطلبون منه الخير ويطلبون منه الجنة وكل ما يقرب
إليها من قول وعمل، أما من أخذ جانب الخوف فقط وترك جانب الرجاء، فهذا يكون قد يئس
من رحمة الله: ﴿لَا يَاْيَۡٔسُ
مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [يوسف: 87]، فمن أخذ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد