×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

بالخوف فقط فإن هذه طريقة الخوارج المارقين الذين أخذوا جانب الخوف فغلوا غلوًا في العبادة وخرجوا على عباد الله بالتكفير والقتال وشق عصا الطاعة، والذي حملهم على ذلك أنهم اعتمدوا على جانب الخوف وتركوا الرجاء من الله سبحانه وتعالى والله جل وعلا يقول: ﴿لَا يَاْيۡ‍َٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ [يوسف: 87]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ وَمَن يَقۡنَطُ مِن رَّحۡمَةِ رَبِّهِۦٓ إِلَّا ٱلضَّآلُّونَ [الحجر: 56]، فمهما عمل العبد من المعاصي والذنوب، فإنه لا ييأس من رحمة الله بل يتوب إلى الله: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ [الزمر: 53]، والذين أخذوا جانب الرجاء فقط وتركوا جانب الخوف، هؤلاء هم المرجئة الذين يقولون لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وقد خابوا وخسروا فإن الله سبحانه وتعالى توعد المؤمنين إذا هم عصوا أن يأخذهم بالعقوبة، وهم مؤمنون حكم بقطع يد السارق، وهو مؤمن حكم برجم الزاني، حكم بجلد شارب الخمر وهو مؤمن، فأخذه بالعقوبة العاجلة وما عند الله من العقوبة الآجلة أشد وأنكى، فالإنسان لا يجنح إلى جانب الرجاء ويترك جانب الخوف، بل يكون بينهما.

ولهذا يقول العلماء: المؤمن بين الخوف والرجاء كالطائر بجناحيه لو اختل منه جناح لم يستطع الطيران ولسقط في الأرض، فكذلك المؤمن إذا اختل عنده جانب الخوف أو الرجاء، فإنه يفسد عليه دينه فعلينا جميعًا يا عباد الله أن نتذكر هذا وهناك فريق من الضُّلاَّل أهملوا الخوف والرجاء جميعًا وقالوا: لا نعبد الله خوفًا من عقابه ولا طمعًا في جنته وإنما نعبده لأننا نحبه وهؤلاء هم الصوفية الضُّلاَّل، فهؤلاء 


الشرح