خابوا وخسروا وخالفوا الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين، لأن الله
ذكر عن هؤلاء المؤمنين أنهم يخافون أنهم يرجون رحمته ويخافون عذابه، وهؤلاء يقولون
لا نرجو ولا نخاف وإنما نحبه فقط، وهذا ضُلاَّل وتلبيس من الشيطان، فعلى المسلم أن
يكون دائمًا بين الخوف والرجاء.
وذمر بعض العلماء أن المؤمن إذا كان على قيد الحياة وفي حال الصحة فإنه
يغلب جانب الخوف أكثر؛ لئلا يقع في شيء من المعاصي وإذا كان في حالة الاحتضار
ونزول الموت به فإنه يغلب جانب الرجاء لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ
يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ» ([1])، ولأن وقت العمل انتهى فلم يبق عنده إلا الرجاء ولكن الصحيح أنه يكون بين
الخوف والرجاء متساويين في حالة صحته وأما عند الاحتضار فإنه يغلب جانب الرجاء ولا
ييأس من رحمة الله عز وجل هكذا، هكذا سير المؤمن إلى ربه سبحانه وتعالى دائمًا بين
الخوف والرجاء فيرجو ربه ويعمل لرضاه ويخاف ربه ويجتنب غضبه وعقابه، يجتنب ما
يغضبه وما يوجب له العقوبة هذا هو النظام الإلهي الذي يسير عليه العبد في حياته
وهو ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالأنبياء عليهم الصلاة
والسلام كلما اشتد بهم الأمر عظم رجاؤهم بالله.
فهذا إبراهيم عليه السلام لما أُلقِي في النار قال وهو يتلوي ويسير إلى النار في الهواء يقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، قال الله جل وعلا للنار: ﴿قُلۡنَا يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ﴾ [الأنبياء: 69].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2877).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد