﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ
يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ
أَنفُسِهِم﴾ [البقرة:
109]، ﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ﴾ [النساء: 89]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ ١٤٩ بَلِ ٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلنَّٰصِرِينَ
١٥٠﴾ [آل عمران: 149، 150]، ليس هذا بغريب على الكفار
اليوم، فإن الكفار منذ بعث الله رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم وهم يقولون
ويفترون على الله الكذب، ولكن الله كبتهم وخيب ظنهم وفضح سرائرهم ونصر رسوله وأظهر
دينه كما قال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ
لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة: 33]، قالوا: إن الإسلام انتشر بالسيف
وكذبوا في ذلك، فإن الإسلام انتشر بالهداية تقبله القلوب وتقبله الفطر السليمة،
يدخل القلوب لأنه نور من الله سبحانه وتعالى بدون رهبة وبدون إكراه: ﴿لَآ
إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ﴾
[البقرة: 256]، ﴿أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ﴾ [يونس: 99]، فالدين لا يدخل القلوب بالإكراه،
القلوب بيد الله: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ
يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ﴾
[القصص: 56]، فالدين يدخل القلوب لأنه دين الرحمة ودين العدل ودين الحق، تقبله
الفطر السليمة ولكن هؤلاء يريدون أن يصدوا عن سبيل الله، والسيف إنما جعل لمن صد
عن سبيل الله ووقف في وجه دين الله أن يصل إلى البشرية هذا هو الذي شُرِع السيف في
رقبته لأجل أن يأخذ الإسلام طريقه إلى القلوب السليمة فليعلم هؤلاء أن دين الإسلام
هو دين الرحمة وهو دين الاقتناع، والإقناع تقبله القلوب عن رغبة، وإذا دخل القلوب
ودخل بشاشة القلوب، فإنها لا تبتغي بالإسلام بديلاً، والحمد لله أن الله فضحهم
وهتك أسرارهم وكشف أسرارهم
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد