المسلمين بالذات فتجد أن الشعب أغلبهم مسلمون
وحكامه إما شيوعيون وإما بعثيون وإما علمانيون، فالشعب في وادٍ والولاة في وادٍ
آخر إلا ما من الله على هذه البلاد ولله الحمد فأوجد الله فيها حكومةً تتمشى على
الشريعة وإن كان عندها نقص ولكن الأصل الذي يرجعون إليه هو الشريعة ولله الحمد فما
تزال هذه البلاد من ناحية الحكم في خير ولله الحمد، أما بقية البلاد الأخرى فلا
تحتاج أن أشرح لكم وضعها أنتم تعلمونه وهذا بسبب تسليط الله سبحانه وتعالى على
هؤلاء الشعوب لما خالفوا أمر ربهم سبحانه وتعالى سلَّط عليهم من يسومهم سوء العذاب
كما هي سنته مع الظلمة والمتجبرين والمعرضين عن طاعته سبحانه وتعالى.
وفي الأثر: إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني. وقال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ
ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [الأنعام: 129] وكذلك ما أخفر قوم العهد؛ العهد:
هو الميثاق الذي يبرمونه إما مع الله جل وعلا، قال تعالى: ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ
أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ﴾ [البقرة: 40] وقد عاهدوا الله على
أن يعبدوه وحده لا شريك له فعبدوا غيره وتركوا طاعته وتركوا أمره وخالفوا نهيه،
فهذا إخفار لعهد الله جل وعلا، وكذلك العهد مع ولاة الأمور فمن عاهد ولي الأمر وجب
عليه أن يفي بعهده وأن يسمع ويطيع سواء عاهد هو أو عاهد أهل الحل والعقد فهو تابع
لهم وهو من أمتهم ومن دولتهم، فيلزم الجميع السمع والطاعة بالمعروف، قال صلى الله
عليه وسلم: «إِنَّمَا الطَّاعَةُ بِالْمَعْرُوفِ» ([1]) وقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ
الْخَالِقِ» ([2])أما إذا لم يكن أمر بمعصية
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4085)، ومسلم رقم (1840).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد