فتجب طاعته لأن الله جل وعلا يقول: ﴿أَطِيعُواْ ٱللَّهَ
وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ﴾ [النساء: 59] قال صلى الله عليه وسلم: «أُوصِيكُمْ
بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ،
فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا» ([1])
وكذلك الأمر الأخير وهو ما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله والأئمة يراد بهم
الولاة ويراد بهم العلماء ما لم يحكم الجميع من الولاة والعلماء ما لم يحكموا بشرع
الله وبكتاب الله سبحانه، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا جعل الله بأسهم
بينهم، وسلَّط بعضهم على بعض كما تشاهدون من التعارك الآن بين الدول الإسلامية من
المشاحنات والمهاترات كل ذلك بسبب أنهم تركوا الحكم بما أنزل الله فسلط الله بعضهم
على بعض، فاتقوا الله عباد الله تأملوا في هذا الحديث وغيره.
وعلى الإنسان أن يصلح نفسه أولاً ثم عليه أن يصلح في الناس ما استطاع وأن
يبين وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في أولاده وفي بيته وفي جيرانه وأهل مسجده
ومع عموم المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ)) قُلْنَا:
لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: ((لِلهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ،
وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ» ([2])، فاتقوا الله عباد الله واحذروا من هذه الخصال الخمس التي حذَّر منها رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَٱتَّقُواْ
فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ
أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الأنفال: 25].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
***
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).
الصفحة 5 / 461
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد