يقبلوا النصيحة فإن على من عرف عنهم أن يبلغ
عنهم ولاة الأمور ولا يتستر عليهم لأنه كالذي يتستر على النار التي تشتعل في جانب
البيت أو في جانب المتجر إذا تركها أتت على كل ما في البيت أو في المتجر أو في
الحارة أو في البلد فلابد من المبادرة فمن لم يقبل النصيحة السرية بينك وبينه
فعليك أن تبلغ عنه ولاة الأمور من أجل أن يأخذوا على يده لصالحه هو أولاً ولصالح
المسلمين، علينا أن نتعاون فيما بيننا وكل منا مسئول قال الله جل وعلا: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ
وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ
إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة: 2]، ولا يقل أحد منكم: هؤلاء يقاتلون الكفار، هذا من الجهاد،
نقول: هذا ليس من الجهاد، الجهاد له ضوابط وأحكام معروفة هذا ليس من الجهاد، وإنما
من الفساد والإفساد، فعلينا أن نأخذ على أيدي المفسدين بأي طريقة، وأما هذا نسميه
بالغدر والخيانة والإفساد ولا نسميه من الجهاد، سيقول البعض إنما شرهم على الكفار
الذين هم في بلادنا. نقول الكفار الذين هم في بلادنا لهم الأمان ولهم مالنا وعليهم
ما علينا من حفظ الأنفس والأموال والأعراض حتى يرجعوا إلى بلادهم قال الله جل وعلا
لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَإِنۡ
أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ
ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡلَمُونَ﴾ [التوبة: 6]، فلا يجوز
العدوان على المسلم ولا على المعاهد.
جاء رسولان إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قبل مسيلمة الكذاب يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يقر مسيلمة على دعواه الرسالة فقال صلى الله عليه وسلم: «لَوْلاَ أَنَّ الرُّسُلَ لاَ تُقْتَلُ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَكُمَا» ([1])، فالرسول أمن هذين الرسولين مع أنهما
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2761)، وأحمد رقم (3708)، والحاكم رقم (2632)
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد