بالخير ونهاه عن الشر بعدما بين له ووضح له ذلك من أجل أن يكون على بصيرة
من أمره ويسر له أسباب الخير إذا رغب فيها ويسر له أسباب الشر إذا رغب فيها ﴿فَأَمَّا مَنۡ أَعۡطَىٰ وَٱتَّقَىٰ
٥ وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٦ فَسَنُيَسِّرُهُۥ
لِلۡيُسۡرَىٰ ٧ وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ
٨ وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ ١٠﴾ [الليل: 5- 10] فليس له من
هذه الدنيا إلا ما انتقل به من العمل سواء كان عملاً صالحًا أو عملاً سيئًا فإنه
يخرج من هذه الدنيا كما دخل فيها ليس معه منها شيء وإنما معه العمل ﴿وَلَقَدۡ جِئۡتُمُونَا
فُرَٰدَىٰ كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَٰكُمۡ
وَرَآءَ ظُهُورِكُمۡۖ﴾ [الأنعام: 94] فليس لك من دنياك إلا هذا العمل الذي زاولته في هذه الحياة
والله جل وعلا قال لنا: ﴿وَتَزَوَّدُواْ
فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [البقرة: 197] فسفر الآخرة زاده
التقوى وهي فعل ما أمر الله جل وعلا به رجاءً لثوابه واجتناب ما حرمه خوفًا من
عقابه هذه هي التقوى لأنها تقي من عذاب الله عز وجل وهذا خير الزاد ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ
أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾ [الحجرات: 13] ثم ينتقل العباد من هذه الديار الدنيا إلى دار البرزخ وهي
القبور سميت بالبرزخ لأن البرزخ ما يفصل بين الشيئين فالقبور دار البرزخ لأنها
تفصل بين الدنيا والآخرة فهي محطة؛ محطة بين الدنيا والآخرة وإن كانت هي من حساب
الآخرة لكنها قبل الآخرة وهي مقدمة لها ولذلك يقول سبحانه: ﴿أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ ١ حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ ٢﴾ [التكاثر: 1، 2] فسمى
الذهاب إلى المقابر والمكث فيها زيارة، لأن الزائر يقيم ثم يرتحل فكذلك أهل القبور
يقيمون فيها مدة ثم يرتحلون منها إلى دار أخرى وهي الدار الثالثة دار القرار
فيقومون من قبورهم ويسيرون ويساقون إلى المحشر وهو المكان الذي يجتمعون فيه يجمع
الله فيه الأولين والآخرين ﴿قُلۡ
إِنَّ ٱلۡأَوَّلِينَ وَٱلۡأٓخِرِينَ ٤٩
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد