لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ ٥٠﴾ [الواقعة: 49، 50]، ﴿هَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِۖ جَمَعۡنَٰكُمۡ وَٱلۡأَوَّلِينَ﴾ [المرسلات: 38]، فيجتمعون في صعيد واحد وهو صعيد المحشر ليس فيه عوج ولا أمت أرض مستوية ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي يقومون على أقدامهم حفاةً أقدامهم عاريةً أجسامهم شاخصةً أبصارهم يقومون في هذا الحشر وتدنو منهم الشمس ويأخذ منهم العرق يأخذ منهم العرق مآخذ مختلفةً من شدة الحر وشدة الضنك وشدة الزحمة وشدة الضيق يقومون في هذا الحشر خمسين ألف سنة على هذه الحال وأما المؤمنون فإن الله جل وعلا يسهل ذلك عليهم وإنما هذا الموقف عسير على الكفار، قال تعالى: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ ٨ فَذَٰلِكَ يَوۡمَئِذٖ يَوۡمٌ عَسِيرٌ ٩ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ ١٠﴾ [المدثر: 8- 10]، وقال تعالى: ﴿وَكَانَ يَوۡمًا عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ عَسِيرٗا﴾ [الفرقان: 26]، أما المؤمن فإن الله يسهله عليه ولا يحس بشيء مما يحس به أهل المحشر بسبب إيمانه، ثم ينتقلون من المحشر إلى الحساب يحاسبون بأعمالهم، فمنهم من لا يحاسب يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب، ومنهم من يحاسب حساب تقرير لا حساب موازنة وهو الكافر يقرر بأعماله حتى يقر بها ويعترف بها ولا ينكر شيئًا منها، ومنهم من يحاسب حسابًا يسيرًا وهو العرض ﴿فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ ٧ فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا يَسِيرٗا ٨ وَيَنقَلِبُ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورٗا ٩﴾ [الانشقاق: 7- 9] ومنهم من يناقش الحساب، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ» ([1])، فمن المسلمين والمؤمنين من يناقش الحساب ويثقل عليه الحساب ويتعرض ثم تتطاير الصحف فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله: ﴿فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ ١٩ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ ٢٠﴾ [الحاقة: 19- 20]،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6171).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد