فالله سبحانه خلق الإنسان في استقامة الجسم واعتدال الفطرة والتوجه، ولكن الشيطان ومعه أعوانه من شياطين الجن والإنس يحاولون صرفه عن فطرته ويحاولون تغيير جسمه وأوصافه التي من الله عليه بها، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ» ([1])، كل مولود يولد على دين الإسلام ولكن التربية السيئة تصرفه عن دين الإسلام، فيتحول إلى دين اليهود أو دين النصارى أو دين المجوس أو إلى الإلحاد والعياذ بالله بسبب التربية السيئة ومن ثم يجب على الآباء أن يعتنوا بتربية أولادهم هم بأنفسهم ولا يكلوا تربيتهم إلى الخادمين والخديمات وأهل السوء أو إلى المنحرفين في أخلاقهم وفي عقيدتهم ودينهم ممن ينتسبون إلى الإسلام، على الوالدين أن يقوما أتم القيام بتربية أولادهم لأنهم مسؤولون عنهم، وإذا فسدوا فإنهم يخسرونهم في الدنيا والآخرة ويتحملون إثمهم، فلا يزال الشيطان وأعوانه جادين في تحويل بني آدم عن دينهم ما استطاعوا، قال سبحانه: ﴿إِن يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ إِنَٰثٗا وَإِن يَدۡعُونَ إِلَّا شَيۡطَٰنٗا مَّرِيدٗا ١١٧ لَّعَنَهُ ٱللَّهُۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنۡ عِبَادِكَ نَصِيبٗا مَّفۡرُوضٗا ١١٨ وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمۡ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيۡطَٰنَ وَلِيّٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانٗا مُّبِينٗا ١١٩﴾ -يعني يقطعون آذان بهيمة الأنعام لأصنامهم يتقربون بها إلى أصنامهم- ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمۡ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيۡطَٰنَ وَلِيّٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1319).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد